عفواً .... لاتفتحوا علينا باب جهنم
نحن
مجتمع مسلم والإسلام يتهم بالأسرة والترابط الأسري ويحض على حسن التعامل
بين أفراد الأسرة الصغيرة و الكبيرة ويحرم إيذاء أفرادها بعضهم ببعض يقول
سبحانه وتعالى في هذا الشأن ( ولأتقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً
كريماً وأخفض لهما قولاُ كريماً واخفض لهما قولاً كريما وأخفض لهما جناح
الذل من الرحمة وقل ربي أرحمهما كما ربياني صغيرا) هذا دليل على حرص
الإسلام على هذه العلاقة الأسرية العظيمة .... هذه الآية وغيرها توضح أهمية
الالتفات للأسرة وإفرادها بكل الحب والود والرحمة والتواصل
كما حرص
الإسلام على حسن تربية الأبناء من الجنسين وعدم تعريضهم لأي شيء من الإيذاء
، يقول سبحانه وتعالى في ذلك " ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم
وإياكم إن قتلهم كان خطاً كبيراً´" حتى مع أن القتل في ظاهرة رأفة بالأبناء
الفقر أو الحاجة إلا أن ذلك يعتبر محرماً في الدين الأسمى .
أن ما
نسمع عنه من ممارسات سلبية وخاطئة من بعض الأبناء ضد والديهم أو بعض
الممارسات الخاطئة من بعض الوالدين ضد أبنائهم هو من الظواهر الشاذة في
مجتمعنا والتي تحتاج إلى دراسة أسبابها . ولعل المطلعين على مثل هذه
الممارسات السلبية يعلمون أنها لا تخلو من أسباب سلوكية نتيجة استخدام
المخدرات وما يصاحبها من أمراض نفسية أو غيرها مما يجعل الشخص الفاعل للعمل
خارج عن إرادته الطبيعية ، ولهذا فإننا في حاجة ماسة لدراسة الأسباب
وتحديد العلاج .
إن ديننا الإسلام الحنيف ولله الحمد يقوم على ركائز
أساسية في حفظ الحقوق وتحديد الوجبات وحماية الأسرة والفرد والمجتمع , هذا
الدين الصالح لكل مكان وزمان يتطلب من استنباط الأفكار والتوجيهات التي
توضح عظمته وصلاحيته .... ونكون بذلك رواد في جعل النموذج الإسلامي
الاجتماعي رائد الأعمال الاجتماعية لكل الظروف والمناسبات .
حقيقة نحن
نملك الكثير من التجارب التي تسلط الضوء عليها والاهتمام بها كتوجه جديد
وقوي لدعم الترابط الإسري والقضاء على بعض السلوكيات الأسرية المشينة
سيساعد على تقديم النموذج السعودي الإسلامي المتميز لحماية الأسرة وأفرادها
بشكل خاص وحماية أفراد المجتمع بشكل عام .
إن ما أخافه وأخشاه من وجود
منظمات تعمل في مجال حماية الأطفال أو النساء أو الأسر أو الحقوق ينطلق من
السؤال والجواب والقرار بالفصل أو الطلاق أو سلب أحد الوالدين أطفالهم أو
...أو.. وفقاً للنظرية الغربية التي تقوم على أساس عمل روتيني بيروقراطي
يسعى للحماية دون بناء .
نرى من خلال هذا النظام كيف تتسع الفجوة بين
أفراد الأسرة الواحدة نتيجة النظرة القاصرة للبعد الإنساني في العلاقات
الأسرية وهو ما أدى ويؤدي إلى مزيد من الفجوة بين أفراد الأسرة والمجتمع
ككل .
إن المجتمعات الغربية تعود اليوم إلى ما أحول التأكيد عليه (د/عبد
العزيز الخضيري) وهو أهمية الاهتمام بالأسرة وأفرادها والحد من هيمنة
مؤسسات الحكومية أو المجتمع المدني أو حقوق الإنسان وغيرها . ويؤكد عدد من
الدراسات فشل مثل هذا التوجه ، ولهذا دعونا نستفيد من تجارب الآخرين وندرس
إيجابياتها وسلبياتها قبل أن ننقلها ونقلدها وفقاً لتصورها الأساسي وليس
وفقاً لما حققته أو سببته من تدمير الأسرة وأفرادها .
ولعل نجاح تجربة
ماليزيا في تبني الصيرفة الإسلامية . وقناعة عدد من دول العالم بها ليؤكد
أننا أحق بتبني التوجيهات الإسلامية في جميع مناحي الحياة وربما يذكر بعض
الناس ان فكرة المعاملات المالية الإسلامية سبق طرحها قبل قبل سنوات عديدة
في المملكة ولم تجد الأذن المالية الصاغية حينها للاعتقاد بعدم وجود مثل
هذه الحلول .
أخيراً الفرصة اليوم لنا الفضل من الأمس في تقديم النموذج
السعودي الإسلامي لحماية الأسرة والاهتمام بها وجعلها محور التنمية والمحرك
لأنظمتنا وقراراتنا في مختلف شؤون الحياة والله من وراء القصد .
(الأقتصادية 14/4/1429ه )