حــبـي لــك يـكبـر

حــبـي لــك يـكبـر..
-1-
كـيـف لـي أن أنـام؟
لازلــتُ أتذكر نـظرتـكِ..
الــتي أخـتـرقـتْ قلــبـي كـالســهـامْ
وتــركــني معــلقـًا بيــن الأرضِ والـسمـاءِ
وزرعــت بـقـلـبي قنــابـلا وألــغـامْ
ولـم يبـقَ لـي أمـامـكِ غـير الاسـتسـلام.
-2-
لم أكـن أظـنُّ بـأني سـألقـاكِ
وحـين رأيـتكِ.. أحسـسـتُ بـقـشعريـرةٍ
أحسـستُ بقـلبي يـذوبْ.
انتظـرتُ.. ذهـبـتُ ثم عـدتُ
لأني مـغرمٌ بعـيـنيكِ
وعنـهـما لـن أتـوب.
فمـن أجـلهـما سـأدخـل في أعــنف الـحروبْ
ولـن يـعرف قـلـبي الإسـتــسـلامَ أو الهـروبْ
فـفي عينـيكِ بـاستـطاعــتي..
أن أخـتـرقَ جميـع الـدروبْ.
-3-
ركبـتِ السيـارةَ..
أخـذتِ طـريق الغـيابْ
ومـن عـينـيكِ..
أرسـلـتِ لـي نظـرةَ عتـابْ
وتركــتني في تحلـيلــي لنــظرتـكِ..
ألاحــق الــسرابْ..
-4-
لم أعــدْ أسـتـطـيع الحـراكْ
فركـبتـيَّ خـانـتـني.
لأنـي لـم أعـرف أأنـتِ إنـسٌ أم مـلاكْ؟
عـدتُ لمــنزلـي..
ورجـعتُ قـربَ مـنـزلكِ لأراكْ.
-5-
مــرَّ هـذا اليـومْ.
وبقــيتُ تـائهـًا فـي بحـر عيــنيكِ
لأنـي لا أجـيد فـنَّ الــعومْ
لكنـي لـن أتـوبَ عنـكِ
ولا أعـرفُ أيَّ قـبـيلةٍ وأيَّ قـومْ.
لأنـكِ كـل شـئ بحـياتـي
ولا يمكـنني إلا فـي عيـنـيكِ الـنومْ.
-6-
فـي الـغدِ..
أركـضـتني وراءكِ أمـيـالْ
ولـم أسـتطـعْ أن أرى..
أأنـتِ قـمرٌ أم هـلالْ؟
لـم تـسمـــحي لي بكـلمـةٍ..
حتـى أذهـب لأهــيمَ فـي الأحـلامِ والخيـالْ
وأعـاشر الظـلام والسـكونَ والـظلالْ
فأنــتِ بـالـنـسبةِ لـي كـلُّ الـنـساءِ
وحـبيــبتي عـلى أيِّ حـالْ.
كنـت أودُّ أن أقـولَ بـأني أحـبكِ
لكـنكِ وضعـتِ فمي فـي الــسجـنِ والاعـتقــالْ
-7-
ومــرّ هــذا اليــوم الـذي أطعـمتني فـيه الأوهـام
وأتـى الـــغدْ.
لــم أرك فيــهِ..
ولـم أرى وجـهـك الــــفذّْ
لـذلك محـيتُ هـذا اليــوم مـن حـياتي
ولــم أعــتبـرهُ مــوجـودًا
رغــم أنـي لا ألاقـي مـنكِ
سـوى الــرفـضَ والصـــدّْ.
كــيف لــي أن أنـام؟
وأنــا لا أرى فـي عيــنيــكِ الــجدَّ والــكدّْ.
ولا أرى منـكِ سـوى قــيودًا
ودائمًا تضــعــين لـي الـحـواجـز والحـــدّْ.
لكنــكِ هــذه الـمـرة..
صـفعـتني صـفعةً جامــــدةً..
علـى وجهـي وعلــى الــخدّْ
لكـني أعـــــذركِ
ولا أطـــلب مـنكِ ســوى..
أن تمنحيــني الحنــانَ واليـــدّْ
ولا تجعــلي مـعي في قلـبـكِ أيَّ نــدّْ
-8-
فــي كــل يــومٍ حــبي لكِ يكــبرُ..
يكــبرُ.. وَيكــبُرْ.
فـدعـيـني أرجـوكِ لوجهــكِ أنــظرُ.
قـهوتـي الــــسوداء عــن يمــيني
وأنـتِ بـعقــلي وخيـالـي
كـللْــتُ من ســؤال نفــسي:
ابستـطاعــتكِ الإجــابة عــن ســؤالـي؟
أحقــًا تحبــينـني؟
إن أجــبتِ بــلا. فــلن أبــالي...
لكــني ســأحــزنُ
لأنّـي فــقدت أحـسَنَ مـا فـي الـمدينة مـنْ جمــالِ..
-9-
فــي كــلِّ يــومٍ حبــي لكِ يــكبرُ..
قــهوتـي الــسوداء عــن يــساري
ونــومي يــلعب مــعي لعــبة الــفرارِ
وقلــبي لا يـستـطيع أن يجــعلكِ في أشــعـاري
لأنـكِ فُـزتِ عـليَّ..
ونـجحـتِ فـي الإخـتـبارِ.
لـذلك.. فـفي عيـنـيكِ..
لا أسـتـطيـع أخـذ الـقـرارِ.
-10-
حبـي لكِ يـكبـرُ..
لـم يـعد بمـقـدور قـلـمي الـكـتابـهْ
فـهو يـظن بـأنـني لـن أجـد معـكِ السـعادهْ
ولـن أجـد فـي عـيـنـيكِ الإجـابـهْ.
فقـلـبكِ تعـَوَّدَ على حـلو الـكـلامِ
وعـلى الخـطـابـهْ..
لكـني سـأُقـاومُ قلـمي..
وأفـرضُ علـيكِ الـحصـار والـرقـابهْ
ولـن تـهـربـي مـن الـحصارِ والـرقـابهْ.
-11-
قـهوتـي الـسوداء انـتـهتْ..
واللـيل يحـاصرني..
والشـعر يحـاصـرنـي..
وطيفُكِ يحـاصـرنـي..
والـظـلام حـالكْ
وفـي الـشارع العـلويِّ دائـمًا سـالكْ
لكـنني أظـن هـذه الـمـرةَ بـأنـني..
ميـتٌ أو هـالكْ.
هـذا إن نسـيتـني..
أو محـيتـني مـن بـالكْ.
-12-
قـهوتـي الـسـوداء انـتـهتْ..
وأنـتِ عـني لـم تـنتـهِ..
لـذلـك سـأنتـظر الـغد الآخـرْ.
سـأنتـظر.. وأنـتـظرْ..
إن لـم تـأتِ سـأنـتـظرْ.
إن أتـيتِ ستـجدـينـني مـنـتظرْ
سـأنتـظـركِ.. سـأنـتـظرْ.
سـأنـتظـرُ حـبكِ الـمجـنون.. سـأنـتـظرْ.
ليـومٍ سـأنـتـظرْ.. لأسـبـوعٍ سـأنـتظرْ.
لشـهرٍ سأنـتظرْ.. لـسنـةٍ سـأنـتـظرْ.
سـأنـتظـرُ قـطاركِ الآتـي من الغـيبِ.. سـأنـتظرْ.
فـي محطـةِ الـضيـاعِ والأفـولِ والـجنـونِ.. سـأنـتظرْ
أمـامَ منـزلكِ.. وفـي الشـارعِ العلويِّ.. سـأنـتظرْ
فـي الـمـدرسـةِ.. سـأنـتـظرْ..
وفـي مـحطـةِ القطـارِ سـأنـتـظرْ..