همسه بغداديه ﺻﺂﺣﺑة آﻟﻣ̝̚ﻧﭠﮃـﮯ
الجنس : الابراج الغربيه : الأبراج الصينية : عًمٍرْىً..~ : 29 تَقيميَ..~ : 5 مُشَآرڪٍآتى ..~ : 1590 نُققِآطَي...~ : 53218 ﮃۆﻟــﭠـــﮯ * : العراق ŜṀŜ..~ * : Do not expect one else love him if I have to love the two in my life You'll love you and you :-*
| موضوع: قصتي أنا و الألف بنت - الصفحة -44- الجمعة أغسطس 12, 2011 6:41 pm | |
| قصتي أنا و الألف بنت
الصفحة -44- في المَساءِ عادَ أخي و جلَسنا معاً و صارَحتُهُ بِرَغبَتي في تَعَلُّمِ اللُّغَةِ الألمانيَّةِ لكنَّهُ أجابَ مُتَأثِّراً و قال : - لا تَستطيعُ المكوثَ في ألمانيا طَويلاً لأنَّكَ دخلتَ بِجَوازِ سَفَرٍ و جِهَةُ قدومِكَ مَعروفَةٌ و لا أمَلَ لكَ في الاقامَةِ هُنا و سَوفَ يُعيدُونَكَ الى تُركيا أغلَبَ الظَّن.
حتّى أنتِ يا جمهُوريَّةَ ألمانيا الاتِّحادِيَّة ما أنْ سَمعتِ بنَبضِ قَلبـي حتّى لَفَظتيني بَعيداً عَنكِ !!!!
بَعدَ مداوَلاتٍ و مُناقشاتٍ و مشاوراتٍ بآخرينَ اِستَقَرَّ الرَّأيُ على أنْ أُغادرَ ألمانيا الى بريطانيا و أصبحَ الموضوعُ بكاملهِ بذِمَّةِ أخي (نَوزاد) و كذلكَ أخي الأكبر (شيرزاد) الَّذي يُقيمُ في بريطانيا معَ عائِلَتهِ أمّا أنا فكانَ وقتي مُوزَّعاً بينَ السَّهرِ و البُكاءِ ليلاً و بينَ السَّيرِ بِمُفرَدي أو معَ أولادِ أخي نَهاراً أتطلَّعُ في أبنيتِهم و شوارعِهم فالحجَرُ والبِناءُ و الألوانُ تَحكي و تُحاكي كأَيَّةِ عَروسٍ جَميلَةٍ في لَيلِ زفافِها بَدأت و لَم تَنتَهِ وَ تَفاؤولٍ و أمَلٍ في غَدٍ أجمَلَ لأتَحَسَّرَ على العراقِ فاِنَّكَ تجِدُ حَتّى اِبداعَ المُبدِعينَ فيهِ بلا لَونٍ و لا طَعمٍ و لا رائِحَةٍ حتّى المعمارييِّونََ و الفَنّانونَ المُبدعونَ تَغيبُ عن أعمالِ مُعظَمِهِم الألوانُ الزّاهيَةُ و الجَميلَةُ و يلجئونَ عادَةً الى الألوانِ الباهِتَةِ و الكَئيبَة لِيَرسمُوا صورةَ اِنسانٍ عاجِزٍ عَن دَفعِ المجتمعِ الى الأمامِ و أداءِ دَورٍ اِيجابيّ و مَحمود .
اِلتَقَيتُ ببعضِ زُمَلاءِ الدِّراسَةِ اللاّجئينَ الى ألمانيا و كأنَّني أتَعرَّفُ عليهم مِن جَديد ، وجوهُهم نَضِرَةٌ و حَياتُهم قَلِقَةٌ بينَ التَّعاسَةِ حيناً و السَّعادةِ حيناً آخَرَ أمّا قلوبُهم مهجورةٌ مكسورَةٌ داميَةٌ و حائِرَةٌ و بالرَّغمِ مِن اِختلافِ و تنَوّعِ الأسبابِ الَّتي دَعَتْ كلَّ واحدٍ مِنهُم الى الهجرةِ و الهربِ و اللّجوءِ سواءاً بسببِ الحروبِ الَّتي خاضَها الرَّئيسُ (صدّام حسين) أو القمعِ السِّياسيِّ المُتَّبَعِ دَوماً في العراقِ أو الحالةِ الاقتصاديَّةِ المُزريَةِ بعدَ الحصارِ الدّوليِّ المَفروضِ على بَلَدي و مِن ثمَّ البَطالَةَ و التَّهجيرَ و الأزَماتِ المُتَكرّرَةِ لكنَّ السَّببَ الرَّئيسيَّ الَّذي يَكمُنُ وراءَهُ كلُّ ذلكَ يَنجَلي في النَّفسيَّةِ المَهزومَةِ للانسانِ العراقيِّ فهوَ يهربُ مِن نَفسهِ و ذاتهِ الى حلمٍ ما اِن يتحقَّق حتّى يجدَهُ كابوساً يَفتِكُ بهِ و لا يستطيعُ الخَلاصَ مِنهُ و كأنَّهُ وَقَعَ في بِئرٍ عَميقٍ لَن يخرُجَ منهُ أبداً أو كالمحصُورِ بينَ حَجَرَي الرَّحى فَكِلا الحَجَرَينِ نارٌ تُحرِقُه، اِنسانٌ لا عِنوانَ لَه ، هذهِ الشَّخصيَّةَ الَّتي تَوَلَّدَتْ و هذهِ النَّفسيَّةِ العَجيبَةِ الَّتي أتَتْ ربَّما نتيجةً لنشأتِهِ في بيئةٍ اِجتماعيَّةٍ و ثقافيَّةٍ و جغرافيَّةٍ مَليئةٍ بالمُتَناقِضاتِ و مَنظُومَةِ القِيَمِ السّائِدَةِ مِن عاداتٍ و تَقاليدَ و أعرافٍ مَصدَرُها و مَنبعُها الوَحيدُ ليسَ الاّ التَّخلُّفَ بِعَينِهِ ما أنزَلَ اللّهُ بِها مِن سُلطانٍ في واقعٍ مُرَكَّبٍ مُعَقَّدٍ و مُتَناقِض ، لأتذكَّرَ هُنا بعضَ المُغتَربينَ و اللاّجئينَ الى الغَربِ لمّا كانوا يأتونَ في زياراتٍ الى (السُّليمانيَّةِ) كانوا يَنصحونَ الشَّبابَ بِالبقاءِ في العراقِ و الشَّبابُ يَرُدُّونَ عليهِم قائِلينَ بَل ساخِرين: -اِذا أنتُم تَرَونَ العراقَ جَنَّةً فلماذا لا تَعودُونَ و تُشارِكونَنا هذا النَّعيم؟
نَعَم اِنَّ الَّذي كانَ خافياً علينا و على كثيرٍ مِن شَبابِ (السُّليمانيَّةِ) أنَّ هؤولاءِ لايزالونَ عراقيِّينَ مِثلَنا يَعتقِدونَ بِأمرٍ و يَعمَلونَ عَكسَهُ تَماما ، اِنَّ الَّذي لَجأَ الى أوروبا و الغربِ عموماً خسرَ كلَّ شيءٍ فَتراهُ يصعبُ عليهِ نفسُهُ أنْ يَعترفَ و يفصحَ عَن كُلِّ ما مَرَّ بهِ مِن وَيلاتٍ و لَيالٍ في الغُربَةِ و الوَحدَةِ و ضياعِ الَهدَفِ قَلِقٌ طولَ وقتهِ تأخُذُه دَوّامَةُ الحلمِ الَّذي لَن يَتَحقَّقَ فيتأمَّلُ أنْ يَنتهيَ الكابوسُ ذاتَ يومٍ و يفيقَ على جَنّاتِ الفردوسِ و هذا مُحال ، هذهِ النفسيَّةِ الَّتي وَصَفَها سابِقاً العلاّمَةُ (الدّكتور علي الوردي) بِ(ازدواجيَّةِ الشَّخصيَّةِ) لَدى الانسانِ العراقيِّ فليسَ غَريباً أنْ تَجِدَ فَيلسوفاً جاهلاً و واعِظاً ضالّاً و عَبقريَّاً ذهبَ في طيِّ النّسيانِ مُنشَغلاً بتفاهاتٍ و حَماقاتٍ و ثائِراً يضَعُ نَفسَهُ و روحَهُ و دَمَهُ و كلَّ شَيءٍ عَزيزٍ عَلَيهِ فِداءاً للوَطَنِ يسرقُ و ينهَبُ و يَهتِكُ الأعراضَ و هُنا أستَشهِدُ بِقَولِ العلاّمةِ (الوردي):
( وما دُمنا نَدّعي شيئاً ثمَّ نفعلُ غيرهُ ، فانَّنا سوفَ نَبقى سادِرينَ فيما نَحنُ اليَومَ فيهِ مِن قلقٍ و ارتِباكٍ لا حَدَّ لَهُما )
هذا الانسان العراقيِّ الَّذي لا يُبادِرُ للمواجَهةِ و التَّغييرِ و انَّما يُفضِّلُ الهربَ دائماً و أبداً و يَجدُ لنفسهِ آلافَ المُبَرِّراتِ و الأعذارِ الواهيَةِ و الغَبيَّةِ أصلاً لا اِصرارَ لَديهِ و لا عَزيمَة ، و أنا لستُ خارجاً عَنهُم أيضا ، فأنا كذلكَ هربتُ مِن قضيَّةِ عُمري و استسلمتُ لِما يكتبهُ قَدَري و ما يُقرِّرهُ غَيري في شَأني و أمري و تركتُ وَردَتي تَذبلُ و تَجفُّ أوراقُها و تَتساقَطُ ذَليلَةً و تَتَكسَّرُ وَحيدةً بدونِ سَنَد، تركتُها في أيدي مَن لا يَرحَمونَ مِن أهلِها المُتَخَلِّفينَ المُتَوَحِّشينَ الأغبياء ، يَعبثونَ بِمَصيرِها و كَينونَتِها و اِنسانيَّتِها ، كيفَ تركتُ وَردَتي الجَميلَةَ و أنا زرعتُها في وِجداني و رُوحي و سَقَيتُها بدمُوعي و دَمي مُستَمِدّاً مِنها الحياةَ و الحلمَ و الغَدَ و الآنَ أُعلِنُ الحُزنَ و الحِدادَ على فِراقِها و أملأُ الدُّنيا صُراخاً و عَويلاً و أبكِيها.
يقولُ الشّاعرُ (اِبنُ زريقِ البغدادي):
وَ كَم تَشبَّثَ بي يَـومَ الـرَحيـلِ ضُـحَىً وَ أَدمُعِـي مُستَهِـلّاتٍ وَ أَدمُـعُـــهُ لا أَكُـذبُ اللَهَ ثـوبُ الصَـــبرِ مُنـخَـرقٌ عَنّي بِفُـرقَـتِـهِ لَكِـن أَرَقِّـعُــهُ كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ الذَّنبُ وَ اللّهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ ألا أَقمتَ فَكانَ الرُّشــدُ أَجمَعُهُ لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشــدُ أتبَعُهُ
لا سامَحَكَ اللهُ يا (بَندي)
| |
|